الغربة عالم يستحقّ التجربة

لستُ إقتصاديا ولا سياسيا ولا أعيش في تلك العوالم !
منذُ أن أتيتُ الى هنا أصبح لي عالما لا تعترف به إحداثيّات الجغرافيا ولا ترمز له لغة الزمن!
عالم يُنشأهُ كلّ شخص بنفسه،
لا يسكنهُ الجميع وقد يخلُقهُ الجميع!
هو مزيج من تلك العوالم ..
سمّه إن شئت هجينا، أو سمّه بـ العالم الرابع !
عندما أُخبرتُ بقبولي في البعثات تكررت كلمة -غربة- على مسمعي كثيرا،
كان وقعها عليّ موحشا ! كانت مُخيّلتي تصوّر الغربة بشخص كئيب جالس مع نفسه.
لم أكن أعلم ما تحمله هذه الكلمة بين طيّاتها،
فقررت التجربة، قررت الاغتراب.
مررتُ بأول مرحلة: وهي مرحلة الانبهار..
كنتُ شديد الملاحظة، وكنتُ أقارن كل التفاصيل منبهرا،
كأني ألعب لعبة الأخطاء،
وللأسف أخطائي كانت أكثر من سبعة !
الانبهار والعُجب يستر كل العيوب،
ما إن أصبحت هذه الاشياء لا تبهرني حتى انجلى هذا الستار ومررتُ بمرحلتي الثانية: مرحلة النقد.
مرحلة النقد: وفيها ترى سلبيات المجتمع بمجهرك وتدور الدائرة بالمقلوب،
حيث تفضّل بعض عادات وأعراف مجتمعك على المجتمع الغربي،
أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التشكيل :
وفيها تكون أنت جزءا من المجتمع،
وتصطدم الأعراف والمبادئ ببعضها !
في هذه المرحلة أنت سيّد نفسك، أنت من تتخذ القرار،
إمّا أن تجري مع التيّار هربا من نفسك
وقد تعيش الكثير من التناقض في داخلك
وإما أن تتابع الاصطدام بعنف حتّى تتعب !
وإما أن تكوّن لك عالما من القناعات تأخذ الايجاب من كلّ الثقافات
وتضع لك مقياسا جديدا للمبادئ،
حينها تكون قد أنشأت عالمك الرابع،
عالم من الأفكار يصاحبك في أي بلد شئت !
الغربة: فرصة جميلة لتكتشف نفسك، فكرك، وكيف يفكّر العالم من حولك.
الغربة رحلة مع الطموح يشاركك بها الآخرون.
الغربة عالم يستحقّ التجربة !

شكرا على كرم المرور

يعطيك الصحة

شكرا جواد على المرور العطر

تحياتي لك

Thanks