يا سيد الثقلين ،،
يوم وُلِد ولد معه الحب الذي يولد كل شيء ، فعم الضياء كل كائن حي ،
ويوم مات ، أظلم كل شيء ، وبقى حبه في قلوبنا وضاء كالبدر في الظلماء ،،
كثيرة هي الكلمات التي كتبت عن حبه ..
كثيرة هي الأشعار التي أنشدت شوقاً للقائه ..
كثيرة هي الألسن التي نطقت شهادة به وهي لا تعرف نطقه ولا حرفه ..
كيف لا وهو من تحركت لعظمته السواكن فحن إليه الجذع ، و كلمه الذئب ، وسبح في كفه الحصى ، وتزلزل له الجبل كلٌ كنى عن شوقه بلسانه به فهو جملة الجمال ، وكل الكمال ، وواسطة العقد وزينة الدهر تزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر والسماء على الأرض ، إنه هو صدرهم وبدرهم وعليه يدور أمرهم ، إنه قطب فلكهم ، وعين كتبهم وواسطة قلادتهم ، ونقش فصهم وبيت قصدهم ، حُق له أن يُحب .
فهذا التابعي الذي قال لأنس بن مالك : " أعطني عينيك التي رأيت بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبلهما ." فلماذا كل هذا الحب ؟
قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه فاستأذن زوجاته أن يكون في بيت عائشة ، فأذن له ، ". فعلم الصحابة بمرض حبيبهم فتجمعوا وفوداً في المسجد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هذا؟" فقالت عائشة: " إن الناس يخافون عليك يا رسول الله" فقال: "احملوني إليهم" فأراد أن يقوم فما استطاع ، فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر ،
فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال النبي :
"أيها الناس كأنكم تخافون علي" قالوا: "نعم يا رسول الله" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض، والله ولكأني انظر إليه من مقامي هذا ، أيها الناس و الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ، أيها الناس الله ، الله بالصلاة الله ، الله بالصلاة" تعني (حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة ) .
فظل يرددها ثم قال: "أيها الناس اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا"ً ثم قال: "أيها الناس إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله" فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه فعلى نحيبه (البكاء مع الشهقة) وفي وسط المسجد قاطع الرسول وبدأ يقول له : "فديناك بآبائنا يا رسول الله ، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله ، فديناك بأولادنا ، يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله ، فديناك بأموالنا يا رسول الله" ويردد ، ويردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظراً (كيف يقاطع الرسول بخطبته) فقال الرسول: "أيها الناس فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر فلم استطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا أبواب أبو بكر لا يسد أبدا"
ثم بدأ يدعي لهم ويقول أخر دعوات قبل الوفاة : "أراكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ، حفظكم الله " .
روعة المشاعر المحبة بين جمع من الناس وقائد البشرية ،
لم ترى مثلها أمم سابقة ،
ولم تعتد عليها نفوس غير المحبة ،
فهنيئاً لمن وجد حب محمد في قلبه .
فاطمة محمود الجيدة
وفي الختام .... تصور نفسك شهدت هذا الموقف مع حبيبك صلى الله عليه وسلم
هل ستغير خط سيرك في هذه الحياة الدنيا القصيرة أو بالأحرى تعدله
كلمات قرأتها فاعجبتني فأردت أن أنقلها لتصل لقلوبكم لعلها تعدل في مسار حياتنا
تخيلت كم عانى عليه الصلاة والسلام لتصل الينا دعوة الاسلام على طبق من ذهب
ومنا من يستنكف عن حمل هذه الدعوة
ختاماً لا يسعني الا ان أقل :
اللهم صلى وسلم على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم