مرحبًا بشهر الرحمات
بقلم: عبد الحميد بنداري
يستعد المسلمون في شتَّى
بقاع الأرض لاستقبال هدية الرحمن لعباده الطائعين العابدين، وهي "شهر رمضان المبارك"
الذي تتشوق نفوس الجميع لحسن استقباله، والاحتفال به؛ للفوز بعطاياه ومنحه الربانية
المتعددة، وهي تترا.
والشيء العجيب أنك ترى
الناس بمختلف طوائفهم وأعمارهم وأجناسهم تنتظر وصول ذلك الشهر بشغفٍ حار وبشوق شديد
وحنين كبير، ولعلَّ هذا من عجائب وأسرار شهر رمضان الحبيب.. ولما لا وهو الشهر الذي
تصفَّد فيه الشياطين والجان، وتفتح فيه أبواب الجنان، وينادي فيه منادٍ من قبل الرحمن:
أن يا باغي الخير أقبل.. ويا باغي الشر أقصر، وهو الشهر الذي من تقرَّب فيه إلى الله
بخصلة من خصال الخير كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أدَّى فيه فريضةً كان كمن
أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه.
فهنيئًا هنيئًا لمَن استعد
من الآن لاستقبال ذلك الشهر، بما يليق به ولمن وطَّد نفسه وقلبه لحسن التعرُّض لنفحات
الله وفيوضا ته التي لا تعد ولا تحصى، وذلك من أول ليلة فيه حتى انتهائه وتوديعه بليلة
القدر، وهي ليلة السعداء الفائزين.
وهيا بنا من الآن نضع لأنفسنا
بعض الأعمال والقربات والتي نتمنَّى من الله أن يعيننا فيه على القيام بها مع طلب الأجر
والمثوبة، وليكن شعارنا جميعًا فيه "فأروا الله فيه من أنفسكم خيرًا".
أولاً: على المستوى الشخصي
1- معايشة القرآن الكريم
تلاوة وتدبرًا، وفهمًا في شهر رمضان، وليكن لك ختمة تدبُّر في رمضان ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ﴾ (البقرة: من الآية 185)، ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ
يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ..﴾ (الإسراء: من الآية 9).
2- الحرص على تكبيرة الإحرام
والسنن القبلية والبعدية في المسجد طوال رمضان ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ
اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)﴾ (الحج) ".. ولا يزال عبدي يتقرَّب
إليّ بالنوافل حتى أحبه..".
3- الحرص على الدعاء عند
الإفطار لمن تحب ولدعوتك ولإخواننا في غزة، وأن ينصر الله الإسلام والمسلمين،
"للصائم دعوة لا ترد".
4- المكث في المسجد بعد
صلاة الفجر في تلاوة وذكر واستغفار حتى صلاة الضحى- ولو مرتين في الأسبوع- لتفوز بأجر
عمرة وحجة تامة تامة تامة.
5- الترتيب من الآن لاعتكاف
العشر الأواخر أو الليالي الفردية، "مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر
له ما تقدَّم من ذنبه"
ثانيًا: على المستوى العائلي:
1- احرص على أن تجمع الأولاد
والأهل على مائدة القرآن والذكر يوميًّا في رمضان، ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا
لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾ (البقرة).
2- خاطرة يومية عند الإفطار
لأحد أفراد الأسرة حول معنى من معاني رمضان.
3- الحرص على صلة الرحم
بزيارة القريب والاتصال بالبعيد مع غرس تلك القيمة في الأولاد ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ (النساء: من الآية 2).
4- التواصل مع الجيران
بالزيارة أو التهادي بشيء من هدايا رمضان الحبيب "تهادوا تحابوا".
5- دعوة أفراد العائلة
والأرحام إلى الإفطار في رمضان مع عدم التكلُّف لهم.
ثالثا: على مستوى الأبناء
1- تشجيع الأبناء للمكث
في المسجد في رمضان مع إحياء دوره المفقود.
2- دفع الأبناء إلى المشاركة
في أعمال البر والخير في رمضان.
3- مصاحبة الأولاد للوالدين
في صلاة القيام والتهجد في رمضان، "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".
4- تقليل أوقات جلوس الأبناء
أمام الكمبيوتر والتليفزيون في رمضان للاستزادة من أعمال الطاعة والعبادات.
5- إحياء مشروعي الدعوة
الفردية والربط العام في رمضان بدعوة الأبناء لزملائهم وزميلاتهم لإحياء قيم رمضان
مع متابعاتهم في ذلك، "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من الدنيا وما عليها".
أخي الحبيب:
بادر من الآن.. فرمضان
سيأتي قريبًا، وسيغادر سريعًا.. وهكذا ينقضي العمر.. فطوبى لمن أحسن الاستعداد له،
وفاز بالأجر فيه فلو يعلم الناس ما في رمضان من الخير لتمنوا أن يكون العام كله رمضان.
رمضان.. انطلاقة بالقرآن
بقلم: الشيخ/ السيد عبد
الله غنيمي
ودائمًا يبقى لشهر رمضان
مذاقه الذي يميزه عن باقي الشهور، فيجعل القلوب تشتاق إليه، والنفوس تهفو عليه، والأفئدة
تتطلع إليه، فالكل يترقب قدوم رمضان، ويعدُّ الأيام ابتهاجًا بقدومه؛ فماذا في رمضان
ليس في غيره من الشهور؟ حتى يظفر بهذا الشغف، وذاك الانتظار!.
لا شك أننا لو أردنا أن
نعدِّد فضائل رمضان فسوف يطول بنا المقام، وربما نجد أنفسنا في روضة من الفضائل لا
حد لها، وهذه الفضائل تكفي لأن يحظى رمضان بتلك المشاعر الإيمانية والروحية لدى كل
المسلمين، فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، وشهر استجابة الدعاء، وشهر رفع الدرجات ومحو
السيئات، وشهر المباهاة، وشهر المواساة، وشهر التراحم.
لكن أبرز ما في رمضان أنه
شهر القرآن ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية 185)، وهذه الآية تستدعي
منا وقفات تلو الوقفات؛ فما القرآن؟
الشيخ السيد عبد الله غنيمي
سؤال يحتاج أن نبحث عن
إجابته في نفوسنا، قبل أن نبحث عنها في الكتب، أو نسأل عنها العلماء، وبصيغة أخرى؛
ماذا يعني القرآن الكريم لكل مسلم؟ ما قيمة القرآن عند كل مسلم؟ ما التصور الحقيقي
للقرآن؟ هل حروف يردِّدها اللسان؟ أم نغم تتمايل له الآذان؟ أم ختمات نتسابق على إحراز
أكبر عدد منها في رمضان؟
من المؤسف أن هذا حال الكثيرين
منا في رمضان، وقليلاً ما نلتفت للإجابة الحقيقية لهذا السؤال الذي طرحناه، ما القرآن؟
ما مهمة القرآن في حياتنا؟
القرآن كما يعرِّفه صاحب
الظلال- عليه سحائب الرحمة-: "هو كتاب الأمة الخالد، ودستورها الراشد، أخرجها
من الظلمات إلى النور، فأنشأها هذه النشأة، وبدَّلها من خوفها أمنًا، ومكَّن لها في
الأرض، ووهبها مقوماتها التي صارت بها أمة، ولم تكن من قبل شيئًا"، "إن الله
يرفع بهذا الكتاب أقوامًا, ويضع به آخرين" (رواه مسلم).
وإذا استعرضنا آيات القرآن
وهي تتحدث عن القرآن فسنجد تلك المعاني واضحة جلية، ومن ثم أصبح من الواجب على مسلمي
العصر، أن يراجعوا أنفسهم في تعاملهم مع القرآن، فالقرآن كتاب هداية للناس، كل الناس
﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾، هداية للمتقين ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: من الآية 2)، يهدي
للتي هي أقوم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (الإسراء:
من الآية 9)، روح تحيي القلوب والأجسام، ونور يضيء الطريق للجوارح والأبدان ﴿وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا
الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)﴾ (الشورى)، في ظلال هذه المعاني
ينبغي أن تكون الحياة مع القرآن انطلاقًا من شهر رمضان، والحياة مع معانيه؛ أكثر من
الانشغال بمبانيه، وتدبر آياته أعمق من ترديد كلماته، والعمل بتعاليمه أكثر شغلاً واهتمامًا
من عدد ختماته، فرب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وكم من قارئ للقرآن لا يتجاوز حناجره،
ولا يرفع عن رأسه قدر أنملة، كم من أمر في القرآن تلوناه ولم نأته، وكم من نهي في القرآن
تلوناه ونأتيه، إننا بحاجة لأن نحسن تعاملنا مع القرآن بالقدر الذي يليق بمكانة القرآن،
الذي جعل من رعاة البقر والغنم قادة وسادة للأمم، ومن عبدة الأصنام هداة على مر الزمان؛
لنسعد في دنيانا، ونفوز بأعظم حظوظ الآخرة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم
يقول: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والداه تاجًا يوم القيامة ضوءه أحسن
من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم؛ فما ظنكم بالذي عمل بهذا" (رواه أبو
داود).
ويقول صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ القرآن، واستظهره، فأحلَّ حلاله وحرَّم حرامه؛ أدخله الله به الجنة، وشفَّعه
في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار" (رواه الترمذي).
وعن النواس بن سمعان رضي
الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن
وأهلَه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن
صاحبهما" (رواه مسلم).
والفرصة لتحقيق هذه المنازل
في رمضان سانحة؛ فليكن رمضان بداية الانطلاقة نحو حياة أفضل، عنوانها: يهدي إلى الحق
وإلى طريق مستقيم، فاللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه
ويضيع حدوده.
رمضان شهر الخير والرحمات
والعزيمة والإرادة
بقلم: النائب أسامة جادو
أقبل شهر الخير والرحمات،
ومع قدومه تتشوق نفوس المؤمنين وتستعد لخوض غمار رحمات الله تعالى، يقول الرسول الكريم
"إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، عسى أن تصيبكم منها نفحة تسعدون
بها سعادةً لا شقاءَ بعدها"، وأحرى بنا أن نقف مع أنفسنا لحظات نتأمل بها بعض
العبر والعظات من هذا الشهر الكريم فهو شهر كله خير، شهر يتعلم فيه المسلم معنى الصبر،
والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر القرآن العظيم والذكر الحكيم، وهو شهر الصلاة قال صلى
الله عليه وسلم-: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
قال: "مَن قام رمضان
إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه"، وفي رواية "ما تقدَّم من
ذنبه وما تأخر"، وهو شهر الأخوة والحب والتكامل والتراحم بين المسلمين، وهو شهر
المغفرة والرحمة والعتق من النار، وهو شهر الاعتكاف وليلة القدر، قال صلى الله عليه
وسلم: "مَن اعتكف عشرًا في رمضان كان كحجتين وعمرتين" (رواه الإمام البيهقي
في شعب الإيمان بإسناد ضعيف).
وهو شهر زكاة الفطر يخرجها
المسلم والمسلمة طهرة من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، "من أداها قبل صلاة العيد
فهي زكاة مقبولة، ومَن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
وهو شهر تعمر فيه المساجد
وتطهر فيه النفوس، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ
فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18)﴾ (التوبة).
ونتذكر أن شهر رمضان شهر
مولد أمة الإسلام؛ فهو شهر نزول القرآن الكريم، ولقد تأكَّد لكل عاقل حاجة البشرية
إلى الهداية والرحمة الربانية، ولا يتم ذلك إلا بالقرآن ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ
مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسارًا
(82)﴾ (الإسراء).
ولقد أحسن الصحابة الكرام
استقبال نزول القرآن الكريم وأحسنوا التعامل معه والتأدب به فكان يسري في وجدانهم وقلوبهم
كما يجري الدم في عروقهم، ورأينا الملائكة تتنزل عليهم تستمع وتنصت لترتيلهم فأفاض
الله عليهم الخيرات والبركات، وأورثهم عز الدنيا وحسن ثواب الآخرة، لقد صنع القرآن
الكريم أمة الإسلام حتى صارت خير أمة أخرجت للناس، وتحولت من أمة ترعى الغنم إلى أمة
تسوس وتقود الأمم.
ولما فرَّطت بعض أجيال
المسلمين في واجباتها نحو القرآن الكريم حلَّ بها النكبات والبلاء وضاعت هيبتها بين
الأمم وانحدرت إلى الشقاء والتشرذم والضياع، وصدق الله العظيم إذ يقول ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ
عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ
أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)﴾ (طه) واليوم تطل
علينا هذه النكبات ويدور بنا البلاء ونبحث عن مخرج، ونسأل عن الحل ولا حلَّ لنا إلا
العودة الصادقة لله والتمسك بالقرآن الكريم عقيدة وشريعة، عبادةً وسلوكًا، غاية وهوية
ومنهاج حياة.
فلنتذكر في شهر رمضان الكريم:
الواجبات الملقاة على عاتق كل مسلم ومسلمة نحو كتاب الله تعالى والمتمثلة في تلاوته
على الوجه الأحسن وتعلمه وتجويده والعمل به والمطالبة بتطبيق شريعته والتضحية في سبيل
الله ذلك بكل ما نملك يقول صلى الله عليه وسلم: "لأن يقام حد من حدود الله في
الأرض خير من أن تمطروا أربعين سنة".
وهو شهر العزمات المبرمة
والإرادة الفتية: نعم هو شهر بناء العزيمة في النفوس المؤمنة، جاء الشهر الكريم ليطلق
أرواح المؤمنين من قبضة البدن، ويحرر النفوس من أسر الشهوات، ويخرج القلوب من ظلمات
حمئة الطين إلى إشراقات وأنوار الروح، ويغرس في القلوب قدرة التغيير ويعطي المسلم مفاتيح
الصلاح والإصلاح، حتى يغيروا ما بأنفسهم من ضعف وكسل، وتعلق بالشهوات وتلذذ بالدنايا
وإقبال على الدنيا وزخرفها فإذا فعلوا ذلك حقق الله لهم التغيير المنشود، هذا الشهر
يغرس في النفوس القدرة على الصلاح وتحمل تكاليفه التي قد تبدو شاقةً على البعض لكنها
تهون وتحتمل في رمضان، فإذا فعلوا ذلك حقق الله لهم التغيير المأمول.
ونحن نلاحظ فضل الله تعالى
على الأمة الإسلامية فمع تباشير الشهر الكريم تهب نسمات الرحمة والإيمان لتملأ قلوب
المسلمين وتروي ظمأهم وتمنحهم القوة والقدرة فينطلقون وينشطون ويعظمون خزائن أعمالهم
الصالحة لدرجة مذهلة تجعل العقلاء يحارون ويتساءلون من أين هذه القوة والقدرة؟ والإجابة
إنه رمضان شهر الأعاجيب الدالة على طلاقة القدرة الإلهية وسعة الرحمة الربانية ولنتذكر
قول النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-: "وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا
باغي الشر أقصر".
هي رسالة رمضان للأمة كلها
(أنت تستطيع، لديك القدرة وعندك القوة ومعك ربٌ عظيمٌ يقول للشيء كن فيكون).
ونعطر أسماعنا وأبصارنا
بحديث النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي- صلي
الله عليه وسلم- قال: "أُعطيت أمتي خمس ُخصال في رمضان لم تعطهنّ أمةٌ من الأمم
قبلها؛ خلوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا،
ويزين الله كل َيوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى
ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره،
ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال لا ولكنّ العامل إنما
يوفى أجره إذ قضي عمله" (رواه أحمد).
وكل عام وأنتم بخير وأنتم
إلى الله أقرب وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وبارك عليه.
- المرفقات
- مرحبًا بشهر الرحمات.docx
- فأروا الله فيه من أنفسكم خيرًا
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (37 Ko) عدد مرات التنزيل 0