[size=24 باسم الله الرحمان الرحيم
قرأت لكم ...للفائدة انقله لكم .. اليأس وعدم القنوط من رحمة الله -- آيات وعبر
يرى علماء النفس أن كافة الأمراض النفسية ترجع إلى الكبت الذى يسبب عقداً نفسية لا شفاء منها إلا بما يسمونه التحليل النفسى الذى يتم بأن يجلس الشخص فى عيادة الطبيب النفسى ويعترف أمامه بأخطائه وهذا الاعتراف يقول عنه الأطباء : إنه صفة منطقية نفسية سلوكية تكشف عن أخطاء المريض فيراها ويشعر بها فتحدث مهادنة بين النفس والضمير فيتسامح الضمير.
يقول الله تعالى: «قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم»[سورة الزمر الآية :53]. وإذا ما تسامح الضمير واستشعر الإنسان العفو منه والصفاء بينه وبين النفس زالت العقدة النفسية وعاد الإنسان إلى حالته الطبيعية. هذا والعقد النفسية ليست وهماً كما أن الألم والظواهر التى تصاحب هذه الأمراض إنما هى أشد من الأمراض العضوية وتماثلها فى الأعراض.
وإذا كان علاجها هو الاعتراف بالخطأ أمام الطبيب ليتسامح الضمير فأى فرق بين الاعتراف أمام الله والاعتراف أمام الطبيب ؟ ولقد كان الإيمان بالقضاء والقدر موضع دراسات كثيرة وكان خصوم الإسلام يتخذون من هذا التسليم المطلق لله وسيلة لقولهم إن الإسلام دين تواكل واستسلام.وقد أوضح العلم الحديث بعد أن تقدمت أبحاث علوم النفس والاجتماع مدى ماهدف إليه الإسلام من الإيمان بالقضاء والقدر وعدم اليأس من رحمة الله تعالى.
فهل هناك عزاء للنفس أكثر من الإحساس بالرضا بما ليس منه بد وهو ماينصح به علماء النفس فى العصر الحديث. فيقول أحد الأطباء كن مستعداً لتقبل ما ليس منه بد فإن تقبل الأمر الواقع خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف هذا الأمر الواقع من صعاب وهذا هو بعض ما هدف إليه الإسلام فى دعوته إلى الإيمان بالله أوضحها التقدم العلمى فى العصر الحديث.وعن نفسية المنافقين يقول تعالى عنهم :«فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون»[سورة البقرة الآية :10]. «يستخفون من الناس ولايستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول».
ويقرر علم النفس الحديث أن شخصية المنافق مريضة منقسمة على نفسها فكأنه شخصيتان متصارعتان تعيشان فى جسد واحد : إحداهما تعبر عن نفسها خلال المظاهر الخارجية التى يراها ويسمعها الناس كالملابس والابتسامات والكلمات والأخرى تعبر عن أعماقها الداخلية التى لا يطلع عليها أحد من الناس.
وهذا الصراع النفسى ينبع من أن المنافق ليس أميناً مع نفسه ولا مع الناس فهو يكذب على نفسه ليرضى الناس ويكذب على الناس ليخدعهم عن حقيقته والواقع أنه لايخدعهم لأن أعماله لا تصدق أقواله وهذا التعارض بين مايقول ومايفعل هو الذى يكشف للناس حقيقته مهما حاول إخفاءها.فهو إذن يخدع نفسه ولا يخدع الناس فضلاً عن أن يخدع خالقه الذى يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور.ويكشف التحليل النفسى عن شخصية المنافق فيراها شخصية متآمرة بطبيعتها تظهر غير ما تبطن تعمل فى الظلام وتثير الفتن والدسائس وتستعين على ذلك بأساليب الاستخفاء والتثبيط والتربص والفرقة.
وشخصية المنافق هى كذلك شخصية انتهازية لأن المنافق يلعب على حبلين ويحاول أن يرضى فريقين متصارعين محاولاً خداعهما معاً والاستفادة منهما معاً. وهذا الموقف المذبذب هو الذى اتخذه المنافقون فى كل زمان وللنفاق صور وأنواع شتى لا تكاد تحصر من أبرزها نفاق التملق وهو تقرب الشخص إلى الناس ولاسيما ذوى السلطة والثروة بما يغضب الله ويرضيهم كمدحهم بما ليس فيهم والتذلل لهم لتحقيق هدف نفعى. والدافع النفسى لنفاق التملق كما يذكر علماء النفس هو الخوف والطمع فالتملق مرض نفسى واجتماعى ينتشر بين الناس كالوباء فى عصور الانحطاط وهى العصور التى يبتعدون فيها عن دينهم ويضعف اعتزازهم به وذلك لأنه يضعف إيمانهم بالله فيضعف خوفهم منه ورجاؤهم فيه فى حين يقوى إيمانهم بالحياة الدنيا ويشتد حرصهم عليها ومن ثم تزداد أهمية الناس عندهم فيزداد الخوف منهم والطمع فيما بأيديهم ولاسيما المال والجاه. من ذلك كله يتبين لنا كيف تلتقى النظرية السيكولوجية فى تحليل شخصية المنافق مع ماسبق أن أورده البيان القرآنى فى تشخيصه لسلوكيات المنافقين.
ويقول الله تعالى: «ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه »[سورة ق الآية :16].
وقال «قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس ».يقرر علم النفس الحديث أن «الحالة الوسواسية القهرية هى مرض عصابى نفسى يصيب بعض الأفراد خاصة ذوى الشخصيات التى تتميز بحب النظام والدقة فى أداء العمل والضمير اليقظ وحب إتقان كل شيء والميل إلى الحياة التقليدية المتحفظة وصلابة الرأى والتردد فى اتخاذ القرارات مع قوة الاحتمال والمثابرة. وهذه الحالة المرضية التى تسمى بالوسواس القهرى العصابى تنتشر بين المرضى النفسيين العصابيين وهى حالة غالباً ماتكون مزمنة وتحتاج إلى وقت طويل لعلاجها وتظهر على هيئة أفكار أو أفعال متكررة تحدث رغماً عن أنف المريض حيث يقاومها ولكن بدون جدوى ولا يمكنه التخلص منها وهى تلح عليه بأفكار شاذة ليس لها أساس من الصحة أو تدفعه إلى فعل معين متكرر لا لزوم له.
ويكشف الطب النفسى عن أعراض المرض الوسواسية بالفرائض وطريقة أدائها أو بالأفكار الدينية وطريقة الاقتناع بها فإذا كانت الأعراض المرضية على هيئة تكرار أفعال فتكون متعلقة بالنظافة الجسمية وخاصة بتكرار الوضوء فى بعض أجزائه أو بالتشكك فى عدد ركعات الصلاة أو ما شابه ذلك من أفعال.وقد تكون أعراض المرض متعلقة ببعض الأفكار الخاطئة التى تسبب ألماً ومعاناة شديدة للمريض الذى لا يقتنع بها مطلقاً ويقاومها باستمرار مع ازدياد فى التوتر والضيق والعصبية والقلق وتتجلى روعة الطب النفسى فى تهدئة المريض بالوسواس القهرى وغيره من الناس فى الآية :«ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ».
حيث إن كثيراً من المرضى يعتقدون خطأ أنهم بذلك يرتكبون المعصية وينزل عليهم غضب الله وأن إيمانهم بالخالق أصبح مشكوكاً فى أمره حيث يستبد بهم اليأس والحزن لدرجة الاقتناع التام أحياناً بأنهم وصلوا لدرجة الخروج عن الدين الإسلامى والحقيقة غير ذلك لأن هذه الحالة هى حالة مرضية خارجة عن إرادة وسيطرة المريض لذلك يجب السعى وراء العلاج مع الاقتناع التام بأن هذا المرض مثله كمثل أى إصابة عضوية تحدث فى جسم الإنسان.
وكل ما يجب على المريض ألا يسمح لنفسه باليأس والحزن والاستسلام لتلك الوساوس بل يسعى لتلقى العلاج مع الالتجاء إلى الله تعالى فقد تبين مدى أثر الإيمان فى شفاء كثير من الحالات النفسية العصابية.
تحياتي ... ][/size]