الفضل
أرى الغرفى الدنيا إذا كان فاضلاً =ترقى على رؤس الرجال ويخطـب
وإن كان مثلي لا فضيلة عنـده =يقاس بطفلٍ في الشـوارع يلعـب
قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي :
على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ =ومـا الفضـل إلا للـذي يتفضـل
الزهد ومصير الظالمين
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهـم =سوى من غدا والبخل ملء إهـابـه
فجردت من غمد القناعة صارماً=قطعـت رجائـي منهـم بذبـابـه
فـلا ذا يـراني واقفاً في طريقه=ولا ذا يـراني قاعـداً عنـد بابـه
غنى بلا مالً عن الناس كلهـم=وليس الغنى إلا عن الشـيء لآ بـه
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً=ولـج عتـواً في قـبيـح اكتسابـه
فـكله إلى صـرف الليالي فإنهـا=ستدعو له مـا لم يكـن في حسابـه
فكـم قـد رأينا ظالـماً متمرداً=يرى النجـم رتيهاً تحت ظل ركابـه
فعمـا قـليلٍ وهـو في غفلاتـه=أناخـت صـروف الحادثات ببابـه
وجـوزى بالأمر الذي كان فاعلاً=وصـب عليـه اللـه سوط عذابـه
السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم=إن الـجواب لباب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شـرف=وفيه أيضاً لصون العـرض إصـلاح
أمـا ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟=والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
الصمت خير من حشو الكلام
لا خـير فـي حشـو الكـلام =إذا اهتـدت إلــى عـيـونـه
والصـمـت أجـمـل بالفتـى=مـن منطـق في غـير حينـه
وعـلـى الفتـى لـطبـاعـه=سمـة تـلوح علـى جـبينـه
فضل السكوت
وجـدت سكـوتي متجـراً فلزمتـه=إذا لـم أجد ربحاً فلسـت بخاسـر
ما الصمـت إلا في الرجـال متاجـر=وتاجـره يعلـو علـى كل تاجـر
ومما تمثل به الإمام
إذا نطـق السـفيـه فـلا تـجبـه=فخـير مـن إجابتـه السكـوت
فإن كـلمتـه فـرجـت عـنـه=وإن خليتـه كـمـداً يـموت