لقد رأيت الكثير من النساء الجزائريات اللواتي يرغبن بالزواج من تونسيين. أعتقد أن السبب وراء ذلك هو الحرية التي تتمتع بها المرأة في تونس، واحترام الرجال التونسيين للمرأة. بالإضافة إلى مستوى المعيشة الجيد، بما أن الجزائر تعاني من التفاوت الاجتماعي والفقر. فبدلا من أن تكون حبيسة شقة صغيرة، تجد المرأة نفسها تملك ڨيلا. وهناك أيضا مسألة الأمن في الجزائر، حيث يمنع الخروج ليلا، ولا يحترم الرجال المرأة، فدائما ما تتعرض النساء للمضايقات في الشارع. هناك أشياء جيدة وسيئة في كل مكان، ولكن الجزائر، هذا البلد الجميل والرائع، لا تطاق في بعض الأحيان.
لكن أريد أن تتمعني في هذه الأية
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: 33] فقد تضمنت هذه الآية آدابا أمر الله بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء أمته تبعا لهن.
قال ابن كثير في تفسيره: هذه آداب أمر الله بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك.
وقد جاءت هذه الآية ضمن مجموعة من الآيات نزلت في تخيير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه، فلما اخترنه أدبهن بهذه الآداب الكريمة الرفيعة، فقال: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: 33] أي الْزَمْنَ بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة، فيجوز لهن الخروج للصلاة في المسجد بشرط الحجاب وعدم التعطر، كما في الحديث: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات . رواه أحمد وصححه الأرناؤوط .
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسودة: قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن . وأما قوله تعالى: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33] فمعناه: لا تظهرن زينتكن مثل فعل الجاهلية الأولى، فقد نقل ابن كثير أقوال العلماء في تفسير تبرج الجاهلية الأولى، فقال: قال مجاهد: كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال، فذلك تبرج الجاهلية.
وقال قتادة: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33] يقول إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج فنهى الله عن ذلك.
وقال مقاتل بن حيان: التبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها .
والله أعلم.