هاتف جوال يتعرف على صاحبه من مشيته
الهاتف الذكي مسؤولية كبيرة؛ لأنه يعرضك باستمرار إلى الكثير من النشاطات ذات الطابع الاحتيالي، ابتداء من سرقة الهوية إلى تفريغ حساباتك المصرفية على مدار اليوم. وفي الوقت الراهن تجري سرقة الهواتف؛ لأنها ذات قيمة مادية، ولكن إن فكرت بها، فإن المعلومات التي تتضمنها تصبح أكثر إغراء، وأكثر قيمة منها، عندما نشرع في استخدامها كمحافظ إلكترونية.
والمشكلة هنا، إضافة إلى موقع مصرفك على الشبكة، هي أنك تستخدم هاتفك على مدار اليوم، ما يقتضي طباعة كلمة المرور مرات كثيرة، وذلك إجراء غير عملي بتاتا؛ حيث إن القليل من المستخدمين تكون لهم الهمة الكافية لإقفال هواتفهم بهذه الطريقة. الحل هنا يكمن بالتزود بتقنيات القياسات الحيوية (البيولوجية) وأفضلها يعمل بشفافية متناهية. ويمكنك أن تتصور هاتفك وهو يعمل بنظام التعرف على بصمة الإصبع. إلا أن النوع الهامد أو السلبي منها، يدرك من أنت ويتعرف على هويتك على أساس الأمور والأفعال التي تقوم بها في جميع الأوقات.
تحليل أسلوب المشي
ولكي تعمل تقنيات القياسات الحيوية على أكمل وجه، فإنه يجب أن تتمتع بالقدرة على جمع أكثر ما يمكن عن أحوالك، وعن أساليبك. فكلما جمعت الأكثر كان ذلك أفضل. وهذا لأن كل نظام للقياسات الحيوية يملك معدلا معينا من الإيجابيات الخطأ/ السلبيات الخطأ. وعندما تخفق إحداها تقوم الثانية بالحلول مكانها للتحقق من صحة الشيء، وبذلك تجري ضمانة أنك قلما تواجه ضرورة استخدام كلمة المرور بصورة مستعجلة.
لكن تحليل أسلوب مشي الشخص هو طريقة مجربة وصحيحة للقياسات الحيوية الهامدة؛ لأن المشية هي سمة شخصية وفردية جدا يصعب تقليدها. وكانت التقنيات القديمة في هذا الميدان تستخدم وسائل التحليل المرئي، أو لوحات الضغط الموضوعة على الأرض لتقرير طريقة المشي. وكلاهما وسيلة جيدة لحماية خزائن المواد الثمينة والمرافق العسكرية.. إذا لم يتعد هذا الأمر إلى الهواتف الذكية.
لكن من حسن الحظ، فإن الهواتف الذكية العصرية تملك مقاييس حركة مشيدة داخلها من النوع العامل بنظم الآليات الإلكترونية الدقيقة MEMS التي تعتمد بدورها على ميكروفونات صغيرة جدا تقيس شدة الصوت بالضغط piezoresistive. وهذه يمكنها قياس الحركة على ثلاثة محاور، ما يجعلها مناسبة جدا لتحليل الدوران على ثلاثة أبعاد من الساقين أثناء السير في الشارع وهاتفك في جيبك. فلأول مرة تمكن الباحثون من استخدام مقياس الحركة المشيد داخل الهاتف الذكي لتحليل المشية، كما أن عملهم يشير إلى أنه مع المزيد من الصقل ولشذب والتهذيب فإن أحد الأساليب التي يدرك فيها الهاتف أنه في اليد الأمينة، هو عن طريق تحليل طريقة مشية الشخص المعني.
وإليكم، أولا، الأخبار السيئة: فقد تمكن الباحثون من تحقيق 20% من معدل الأخطاء المتساوية (EER) الذي يعني أنه مرة واحدة من أصل 5 مرات، سجل الهاتف إيجابية خطأ، أو سلبية خطأ لدى محاولة تحديد هوية المستخدم. وكان هذا الأمر عندما كان الهاتف معلقا في جرابه على الخصر في وضع مشابه في كل مرة.
ولكن لا يوجد سبب أصيل يحول دون تطوير هذه التقنية وتشذيبها. وإذا كانت الهواتف المستقبلية تشمل مقاييس حركة بمعدلات أعلى لأخذ العينات، فإن هذا الأمر سيساعد. (مقياس الحركة في الهاتف الذكي «أندرويد جي1» استخدم هذا الاختبار وجمع عينات عن الحركة من 40 إلى 50 مرة في الثانية الواحدة).
نظم تحليل متكاملة
في الواقع، إن المجموعة النهائية لنظم التحليل ستشمل تحليل المشية، والتعرف على الأصوات، وتنشيط بصمات الأصابع. وإذا أخفقت هذه كلها، يجري إدخال كلمة المرور. وتماما مثلما اقترح هذا النظام عام 2007 في تقرير عنوانه «تعزيز الأمن في الأجهزة الجوالة عن طريق تخفيض جهد المستخدم في التحقق من صحة الأمر»، فإن مثل هذا المسعى الموحد سيشكل أسلوبا للمستخدم للتحقق المتكرر من صحة الهوية بالاعتماد على توالي المقاييس الحيوية غير اللحوحة، بحيث لا يتطلب القيام بإجراء واضح، إلا إذا أخفق أمر التحقق من صحة الهوية هذه. ويقدر معدل الإيجابية الخطأ (أي: أن يشير النظام إلى صحة الهوية بينما تكون الهوية غير صحيحة)، لهذا الأسلوب الجامع، أو الموحد، نحو 1% أو أقل. أي تماما مثل الذي تحتاجه لحماية المعلومات متزايدة القيمة الموجودة في هواتفنا الذكية، من دون تحويل استخدامها إلى عمل مضن .
الرئيسية 
الموقع
