السلام عليكم ورحمة لله وبراكته
الموضوع: التغدية
*الجوع أمهر الطباخين *
أصبح الأكل عندنا موضة . إذ أنّ هذه الظاهرة دخيلة علينا و ليس لها أي صلة لا بتقاليدنا ولا بعاداتنا ولا ثقافتنا ، فسرعانما إمتلأت شوارعنا بالكثير من المطاعم للأكلات الخفيفة ! حتى أنّ الكثير من المكتبات أغلقت وفتح مكانها مطاعم للأكل وكأنّ الثقافة فاضت على أصحابها وحلّ مكانها الراحة والأكل ، بالأمس القريب كان صاحب الحرفة والمهنة يفني عمره وهو يعمل بلا أدنى ملل ولا كلل وعن حب وإخلاص وتفاني ، أمّا اليوم يبدو أنّ الموازين اختلّت وياريت للأحسن ؟؟
أصبح كلّ من هبّ ودبّ يعمل طباخ ، كيف لا ؟ وهي مهنة العصر (الربح السريع)، فالنّاس باتت تعمل لبطونها وتبحث على إرضاء غرائزها ، طبّاخون بدون رخصة ولا شهادة ، لاحب في العمل، لا نظافة ، لا علاقة للطباخ بالعمل سوى أنّه أجاد تطبيق المقولة *الجوع أمهر الطباخين * كثير من النّاس تجهل أنّ الجوع يعطي قبول لأي غذاء وكأنّ الذوق يغيب وتحلّ مكانه اللهفة والتلبية إن صحّ القول ، كمثال إستنتجته من خلال ما رأيته حين يضيع الواحد في صحراء أو غابة دون أكل أو شرب ، تجده يتحتّم عليه نتيجة جوعه و خوفه من الموت أكل كلّ ما لقي وإن كان جردا أو لحما بشر حتى . كما رأينا بالتلفاز في إحدى القنوات الفضائية حول قصّة الجماعة التي تحطمت طائرتهم ونجوا بأعجوبة ، في المرتفعات ثلجيّة وطال عليهم الزمن وهم سجناء العاصفة والبرد وعدم توفر الأكل ، ممّا إضطروا لهذا و شرب من البول أكرمكم الله للكثير من ضاعوا في الصحرء ، ما أردت تأكيده هو أنّ الإنسان بطبيعته تتحكم فيه غرائزه ، شيئ جدّ مهم - إن الأكل و التذوق أمران جدّ مختلفان-
وأنت بداخل المطعم يترأ لك إزدحام ، غير عادي خاصة في فترة الراحة المدرسية و يوميا في العطل ، حتى أنّ البعض تجده ينتظر الدّور لوقت معتبر للجلوس للأكل، و بدون ملل! و مايزيدك اشمئزازا وأنت بداخل المطعم ترى صاحب المطعم يساعد في تحضير الوجبات من دون حافظ للجراثيم (القفاز) ثم ّ يسرع إلى الزبون الآخر ليتقاضى منه ثمن الوجبة ويعود مسرعا إلى عمله من جديد وكأنّ الأمر بالعادي ؟؟ لنقل أنّ معظم المطاعم للأكلات الخفيفة لا تخلو من العفن فالطريق التي يعمل بها أغلبية الطباخين وسرعتهم في العمل لتلبية مطالب الزبائن وتلبية غريزة جمع المال ، تجعل من أمر توفير النظافة أمرا مستحيلا ؟. ممّا يجعلنا نطرح العديد من التساءلات. ماذا حلّ بمنازلنا ؟ ماالذي جعل معظم النّاس يتوجّهون للأكل الخفيف بالرغم من أضراره ؟ ألم يكن العابر السبيل والمتعذر(صاحب عذر) هما الأولى لتناول مثل هذه الوجبات ؟ أم أنّ تواجد القريب والبعيد من المنزل في المطاعم أصبح بالأمر العادي؟ من الذي شجّع وروّج لمثل هذه الظاهرة في التفشي ؟ وإلى متى هي مستمرّة ؟ هل أضاعت النّاس عقولها ، فصارت لا تفرّق بين الصالح والطالح ؟ ثمّ كيف الواحد يريد أن يكون صحيح البدن وفي نفس الوقت يتناول مثل هاته الوجبات ؟ غريب! وإذا حدث ، أن مَرض يذهب إلى الطبيب و هو غير متقبّل للأمر، عجبا ماكان يتوقعه وسط تلوث نعيشه !؟ أسئلة لا يبدو أنّها منتهية ..
ما أوّد توضيحه هو أنّ الكلّ له الحق في الترفيه ،التغيير والراحة، وكسر الروتين . فمن ؟ منّا لا يحب أن يجلس إلى المائدة وما عليه إلا ّ أن يطلب فيحضر له ما شاء ؟. لكن أعود وأكرّر في حدود المعقول ، فإذا أحبّ الواحد منّا الخير لصحته أوجب عليه معرفة ما يأكله .. أرى توفير المال للشراء كلّ ما هو طازج للمطبخ المنزل أمثل وأنسب للصحة بكثير .
الرئيسية 
الموقع
