على محراب عشقي .. كُتبت نهايتي

اسمي أمير نشأت في اسرة فقيرة ، لأب توفاه الله ونحن مازلنا ( أنا وأخوتي ) في عمر الزهور
ووجدت نفسي ( وانا مازلت في مرحلة التعليم ) مسئولاً عن اسرة بأكملها
مكونه من أمٍ وأربعة بنات هم أخوتي ، كنت أقضي وقتي ما بين دراستي ، وعملي ..
حتى أستطيع أن أوفر لهم ما يحتاجون إليه في هذا السن الصغير .
عملت بكل شيئ ، وأي شيئ .. حتى وفقني الله تعالى وزوجت اخوتي البنات
كنت دائماً ما ابحث عن أي وسيلة للكسب السريع ، حتى أستطيع اللحاق بالزمن ، قبل أن يمضي ويأخذ معه أجمل سنوات عمري هباء
ولا انكر ان عملي اثر بالسلب على دراستي خاصة عندما بلغت المرحلة الجامعية
مما جعلني اترك التعليم وانا في المرحلة النهاية من الجامعه .
ولم استطع تكملة المرحلة لإنشغالي في مشاريع كثيرة ( أغلبها خاسرة ) ..
كانت دنيتي لا معنى لها ، ولا يوجد عندي اسباب للعيش فيها ، ولا تزن عندي مثقال بعوضه ..
ضياع في ضياع ، وفشل إلى فشل ، تلك كانت هي حياتي
لم يكن العيب في نفسي ، فأنا رجل بمعنى الكلمة ، يُقدر المسئولية حق التقدير ،، هكذا كان رأي الآخرين فيَّ ،
ولكنني لم اجد الفرصة لكي اثبت فيها نفسي وقدراتي
حالي هو حال الكثير والكثير من الشباب الذين في مثل سني
من لم يولدون بتلك الملعقة الذهبية في افواههم
...
.. وفي يوم من الأيام .. كنت أجلس مع صديق لي ، كان يحدث اصدقاءه على النت ، وكنت اجلس بجواره اتابعه بشغف
جميل هو عالم الأنترنت ، يخرجنا من همومنا ويشعرنا بسعادة ، حتى وان كانت وهمية و ذائله ..
راق لي هذا العالم .. فبدأت ارتاد على المقاهي المسماه بـ( الكوفي نت ) ، ومن خلالهِ تعرفت على فتاة كانت لي كالحلم الجميل ..
بل كانت كالملاك في هيئة بشر ، وجدت نفسي احدثها بكل ما في نفسي ، أشكو لها همي ، وحكايتي مع دنيتي التي أبت أن تبتسم لي
كانت تسمعني ، وتحنو عليَّ وكأنها أمي .. أحببتها .. ولكن لم أفصح لها بحبي، فهي لم تُبدي أي عاطفة نحوي
ولم أكن أمتلك الجراءة لكي أصارحها بحبي لها ، كيف وانا لا أملك حتى قوت يومي ..؟
إلى أن حدثتني يوماً بخبر كان له تأثير كبير في حياتي ..
...
قالت لي : أبشر يا أمير .. فأنا اليوم أحمل لك أخباراً سارة جداً ، تساوي آلاف الجنيهات[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقاطعتها في لهفة .. خيراً يا سلوى .. طمنيني ، أسرعي ، هاتِ ما عندكِ ، فلقد اشتقت للمسرات
قالت : اليوم ستتكرم سيادتك وترتدي أحسن ما عندك و ...
فقلت لها و .. ماذا ؟؟؟
قالت وتذهب لتُقابل زوج أختي ..
فإزدادت حيرتي ..!
فقلت : وكيف أقابله وهو لا يعرفني ؟ ولما ؟؟
فقالت : أصبر حتى تعرف بقية الأخبار ..
هو صاحب شركة كبيرة جداً ، ويحتاج لمن يدير له حساباتها ، وانت تملك كل مؤهلات الوظيفة
لذا فأنا رشحتك لها .. ووافق على طلبي ، وطلب مقابلتك و ...
فقاطعتها قائلاً : ولكن يا سلوى انتِ تعلمي أنني لم أكمل دراستي الجامعية ، وخرجت منها وأنا في السنة النهائية
فقالت لي في ثقة : نعم نعم أعلم كل هذا ، ولقد حدثته في هذا الأمر ، وقال لي أنه سوف يساعدك لإستكمال تلك السنة
لا تتكلم معه في أي تفاصيل فهو على علم بكل ظروفك .. وإياك ان تحدثه كثيراً عني ، فلقد اخبرته انك اخاً لاحدى صديقاتي

فأنت تعلم أن والداي توفاهما الله ، وأصبح هو المسئول عني ..
المهم .. سيتم تعيينك مؤقتاً بدون شهادة وعلى ضمانته الشخصية ، حتى تستكمل دراستك وتأتيه بها و ..
هيا ماذا تنتظر ..؟ أريدك أن تشرفني أمامه ولا تُخذلني
فقلت لها في سعادة : سلوى .. أنتِ حقاً ملاك من السماء ، واخيراً ستبتسم ليَّ الدنيااا
وبالفعل نفذت كل ما قالته سلوى .. وقابلت ذلك الرجل الطيب
شخص ذو وقار ، بدت الطيبة في ملامحه ، استقبلني في مكتبه وكأنه يعرفني حق المعرفة ،
بل وكان يحاول أن يتجاوز عن كلامي كلما وددت أن أحدثه عن حالي ، خشية منه أن يجرحني ..
قال لي أنا أعلم كل شيئ ، وسيتم تعيينك براتب لا بأس به ( وذكر لي مبلغ كبير ) حتى تستكمل دراستك ،
وأعدك بالزيادة بعد ذلك ان شاء الله
سعدت جداً بالتحاور معه ، وكنت ما بين الحين والآخر اتذكر تلك الفتاة التي أرسلها الله لي لتسعدني
كنت اتمنى الوقت أن يمر سريعاً حتى اقترب من حلم حياتي ، لم يكن حلمي الوظيفة ، ولكن كانت هي ..
ومرت الأيام .. وأنا أحاول بكل جهدي أن أراعي الله في عملي ، حتى اظهر بصورة مُشرفه أمام ذلك الرجل الذي وثق بي
وتلك الفتاة التي ساعدتني ..
...
مر شهر على عملي .. وكنت قد قطعت عهد على نفسي ، بأن أول راتب أتقاضاه من هذا العمل ، سأهديه لها ..
نعم .. سأطلب يدها من زوج أختها .. وأنا الآن أملك الكثير من الشجاعة لذلك ،
فأنا الآن لدي عمل محترم ، واثبتُ جدارتي في عملي ، بل وأصبحت محبوباً لكل من يتعامل معي ..
تمالكت نفسي وذهبت إلى إلى السيد أحمد ( زوج أختها ) ، ولا أنكر ان التوتر والقلق كانا يسيطران عليَّ ..
فأنا لم أعتاد مثل هذه الموقف في حياتي ..
قلت له في خجل : سيد أحمد .. أأنا كنت أأأود أأأن أأأحدثك في موضوع شـشخصي ..
فقال لي : طبعاً يا أمير ، على الرحب والسعة .. تفضل كل آذاني صاغية ..
فترددت كثيراً في مفاتحته بالموضوع وازداد حيائي ..
كيف سأخبره بأنني أحبها ..!؟
واذا سألني من أين تعرفت عليها ..؟ فبماذا سأجيبه
أممم كان لا بد لي من مناقشة الأمر من سلوى أولاً وقبل أي شيئ
لاحظ سيد أحمد تعثر الكلمات في حلقي ، فقال لي : أمير .. هل تود زيادة راتبك أو شيئ من هذا القبيل ..؟
فقلت له : لا وربي .. فالراتب الذي أتقاضاه ما كنت أحلم به يوماً
فقال لي أممم هل تود أن يكون النقاش بيننا بعيداً عن العمل ..؟
ربما تكون أكثر شجاعة لتحدثني عما يؤرقك ههه
فوجدتها فرصة للهروب من هذا الموقف الصعب ، فأجبته على الفور :
حسناً .. فليكن ذلك إن لم يكن لديك مانع طبعاً
فقال لي : حسناً .. في المساء سوف أذهب لنادي الشركة ، وسنكون هناك بمفردنا دون ضجيج العمل
وسنتحدث في كل شيئ ان شاء الله ..
**
هرولت إلى المنزل وكم تمنيت أن أجد سلوى على النت حتى أفاتحها في الموضوع وأعلمها بما حدث
خاصة وان موضوع الحب والأرتباط كانت منطقة محظور الأقتراب منها بالنسبة لها ..
ولكن حنانها كان يُخفي حب مكنون بداخلها .. حتى وإن لم تفصح به ..
لم اجد وسيلة لكي أبلغها ما أنتج عنه لقائي مع زوج أختها - إلا أن أترك لها رسالة على الإيميل -

بها كل تفاصيل ما كان وما سوف يكون
بعد محاولات كثيرة للإتصال بها هاتفياً ( فهاتفها لم يكن متاحاً )
..
ثم أعدت ملابسي وغادرت منزلي متوجهاً إلى نادي الشركة على حسب الميعاد المتفق عليه ...
كنت أشعر بسعادة لا توصف .. وكأني أطير في السماء ، لا اسير على الأرض ، كنت أغني ،
كنت أشعر بثقتي في نفسي ، وبقدر مسئوليتي
وأهم من هذا كله ..، كنت أشعر بالحب ...
..
وهناك .. في المكان المتفق عليه ، جلست في مكان كان الأكثر هدوءاً ، لكي أستطيع أن أحدثه عن طلبي دون حرج أو أرتباك

فلقد أحسست أن هذا الشخص قريب جداً مني ..

وبعد قليل حضر السيد أحمد .. رحبت به ثم جلس على مقربة مني ..

وبعد السؤال عن أحوالي وما إلى ذلك .. قال لي :

ها أمير .. ما الموضوع الذي كنت تود أن تحدثني عنه ..؟

فقلت له دون تردد : هو موضوع بخصوص .. ارتباطي بفتاة تعرفت عليها وأحببتها

وكم أتمنى أن .. أرتبط بها ، و ...

فتبسم السيد أحمد وقال لي : أممم كنت أدرك أن هذا السر الكبير وراءه حواء وآه من حواء هاهاها

لذا أردت أن يكون الحديث بعيداً عن العمل Smile

أممم وماذا عن تلك الحبيبة التي سرقت عقلك قبل قلبك ههه هل تود أن آتي معك لخطبتها ؟؟؟

وقبل أن أكمل حديثي معه .. أتتني رسالة على هاتفي المحمول ..

كانت رسالة من سلوى ...

قرأتها .. وكأني لأول مرة أقرأ في حياتي ..!
تعثرت الحروف في خاطري ..!

قرأتها .. وكأن الدنيا تدور بسرعة البرق من حولي

زلزلتني .. حتى كدت أفقد وعيي ..!

كان نص الرسالة ..(( أمير .. لا تفعل ، أرجوك لا تفعل .. فهذا الذي تجلس معه لتحدثه عني هو ...

زوجي )) ..

!!!!!!!!.
بالكاد تمالكت نفسي .. بعدما قاطعني صوت السيد أحمد وهو في لهفٍ يتساءل عن سر تبدُل حالي
كانت العبارات تختنق بداخلي .. لا أقوى على الكلام .. لا رغبة لي في شيئ سوى .. البكاء
إستأذنت منه بالرحيل .. بعدما خبرته بأنني تلقيت رسالة تُخبرني أن والدتي متعبة جداً
ولابد لي أن أكون بجوارها .. فأذن لي بعدما عرض عليَّ مبلغاً من المال ..
ولكنني رفضته .. وقلت له عندما أحتاج للمال ، فليس لي أحداً سواك أخي أحمد ...
ذهبت .. وقدماي لا يحملاني ، سبحان الله ..
منذ ساعات قليلة .. كانت الأرض لا تستطيع حملي من شدة فرحي ..
والأن .. لا أستطيع حمل نفسي من فرط ألمي ..! سبحان من يُغير ولا يتغير ..
ذهبت .. وأنا شارد الفكر ، لستُ أدري أين أذهب ..؟ ولا أين أسري ..!
كل ما كان يدور بخُلدي .. تساؤلات كثيرة تزاحمت برأسي حتى كادت تفتك بي ..
هل كان الخطأ مني ..؟
هل وثقت بها حد السذاجة ..؟
لكنها لم تعدني بشيئ ..! وساعدتني كثيراً ..
كانت دوماً تقف بجانبي وتساندني ، في وقت تخلى القريب والصديق عني ..!
هل كل ذنبها أنها لم تصارحني بأنها زوجة لذلك الرجل الذي أعتبرته صاحب الفضل عليَّ ..؟
ربما كانت تخشى إحراجي .. ومن يدري ..؟
فأنا لو كنت أعلم أنه زوجها ربما فعلاً كنت اعتبرتها تشفق عليَّ ورفضت الوظيفة ..
الوظيفة ...!!
وماذا عنها ..؟ هل سأكمل عملي بعد ما علمته ..؟
ولكن كيف وأنا كنت أعمل وأنجح من أجلها هي لا غيرها ..؟
آآآه ياربي .. كيف تتحول تلك المرأة الملائكية الطباع إلى ..... غفرانك ربي
حتى بعدما علمت بحقيقة الأمر .. لا أستطيع كُرهها ..
فلقد فعلت الكثير من أجلي ..
تائه أنا ..
لا أعلم ماذا سيكون في غدي ..
ربما تحول حبي لها إلى أحترام أخوي ، وربما .. لستُ أدري ..!
ربما أبتعدت عن كل ما يذكرني بها .. حقاً لستُ أدري !!
كل ما أعلمه الآن ..
أني أحبها ..
و أنني أنزف ..
وأن حبيتي .. كتبت بيديها نهايتي ،،

جزيل الشكر لك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» عشقي لك .. فيه معنى الحياة ..