ان الكثير من نقاد الفن و
لاسيما الغربيين منهم يعتبرون الفنون التصغيرية في العالم الاسلامي فنا
ساذجا و هذا راجع الى ان هذا الفن استقى مصادره و ارتقى و عرف ايام مجده
في عالم ظل في الغالب غامضا بالنسبة للاوروبيين اين ظهرت عبقرية الحضارة
الاسلامية لفنانيها امثال السلطان محمد و رضا عباس. وقد اندرج محمد راسم
ضمن زمرة هؤلاء الفنانين و لئن كانت الاكاليل الممثلة في الاوراق
المتشابكة و الخيوط المتداخلة و الازهار المذهبة حيث ينعكس ذوق الفنان و
اناقتهو براعته اثارا فنية فهي ايضا تعبير عن مجتمع و عنوان حضارته التي
استوحاها من التراث العربي الاسلامي الغني الذي تمتاز به الثقافة
الجزائرية. ...فقالت مجلة غازيت فيه:انه فنان مبدع فتح من جديد ابواب
القصور الساحرة و اعاد للروض ازهاره و اشراقته و فجر النافورات المائية
فوق الاحواض الرخامية... فهو الحارس الامين لتقاليدنا ترجمها في فن مبدع
فجاءت اثارهلتكوناعلانا صريحا لفن وطني اصيل في وقت الاستعمار القاتم
السواد بل و اكثر من ذلك فبمنشوراتهو معارضه ساهم في التعريف بالجزائر
بالرغم من قيود السيطرة الاستعمارية و من اجل هذه المعاني الكثيرة نال
محمد راسم استاذ الفن التصغيري اعجابنا و تقديرنا الفائق فالعاقل يعمل على
احياء ماضيه بلا بتر تاريخي لانه رجل الحاضر و سوف يكون في الغد سلفا لمن
ياتي بعده فالحضارة ليست حكرا على شعب من الشعوب و لا امة من الامم و لا
دين من الاديان بل هي نتيجة للفكر الانساني المتجذر في تاريخ هذا المخلوق
المفكر الذكي.