[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صحبت ملوك الأرض مغتبطا بهم و فارقتهم ملآن من ضيق صدرا !
و هذا هو حالنا دائما نحن البشر مع الجميع !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وإليك هذة القصة (( مجموعة من " القنافد " اشتد بها البرد ذات ليلة
من ليالي الشتاء فاقتربت منبعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت
للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من
أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم
تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها ،
وهكذاأيضاينبغي أن يفعل الإنسان!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فالاقتراب الشديد من الجميع قد يغرس أشوكهم فينا و يغرس أشواكنا
فيهم .. و البعد عنهم أيضا يفقدنا الأمان و الدفء و يجعل الحياة قاسية و
مريرة لهذا فنحن في حاجة دائما إلى أن نتلامس مع الآخرين .. و لكن
بغير اقتراب شديد يفتح أبواب المتاعب ، و يحجب الرؤية و يشوِّش
السمع . لأن القرب الشديد يضيّق مدى الرؤية في حين أن الاقتراب عن
بعد أو الابتعاد عن قرب يجعل الرؤية أوضح و السمع أصغى .. فأنت إذا
اقتربت جدا من الميكروفون و تحدثت فيه خرج صوتك مشوشا غير مفهوم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].. و إذا أبعدته قليلا عن فمك خرج صوتك واضحا .. أما إذا ابعدته
كثيرا .. جاء صوتك كالفحيح لا يميزه أحد ، فالإنسان فيحاجة إلى رفقاء
يبثهم شجونه و يهتم بأمرهم و يهتمون بأمره ، لكنه يحتاج أيضا أن
تكون له ذاته الخاصة التي لا يقترب منهاإلا الأصفياء وحدهم ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و الإنسان أيضا يحتاج أن يحسن الظن بالآخرين لكي تستقيم الحياة لكنه
يحتاج أيضا أن يكون حريصا
بعض الشئ في علاقته بهم ، فلا يمنح ثقته الكاملة إلا لمن عرفه جيدا و
امتحن إخلاصه و صداقته و قيمه الأخلاقية ، لأن الإسراف في الشك خطأ
يكشف عن سوء طوية الإنسان وفقا لقول الشاعر : " إذا ساء فعل المرء
ساءت ظنونه " ، كما أن الإسراف أيضا في الثقة بالجميع و عن غير
خبرة بهم يورد الإنسان موارد التهلكة و دليل على الغفلة وفقا للحكمة
العربية القديمة " الشك من حسن الفطن "
.. و من هنا جاءت فكرة "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الوسط الذهبي " عند فلاسفة اليونان أي فكرة الاعتدال في كل شئ .. في القرب من الناس و في الابتعاد عنهم ، في الثقة فيهم و في سوء الظن
بهم و أيضا في كل أمور الحياة ، و هي نفس الفكرة التي تعبر عنها
الحكمة المعروفة " خير الأمور الوسط " ، فالعقلاء من البشر هم الذين
يحيون الحياة باعتدال في كل شئ .. و شذاذها هم من يقفون