و للناس أحاديث
متراميات على الطرقات كل تميل على الأخرى. احداهن كانت تحمل قدحا مملؤا بما يسمونه النبيذ و الأخرى تحمل سيجارة لا اعلم ما ماهية محتوياتها لعلها تحوي أحد مشتقات القنب لا أدري و ثالثة كن الأخريات يستندن عليها و هي متيقظة متنبهة و لكن عقلها في عالم آخر يبحث عن جواب تائه تريد أن تحصل عليه من أفواه الناس كي لا يقال عنها تخلت عنهن فهي تريد أن تدري متى ستتحرر من هذا الاستناد الذي كثيرا ما يقض عليها كتفيها لكنها حائرة بين هذا الذي اعتاد الخلق تسميته بالصداقة و هذا الذي يسمونه بالابتعاد عن الشبهات لقد كن صديقاتها منذ الصغر لم تعلم عنهن هذا أبداً لكن آلت أحوالهن الى ما أنف و لا تدري هي كيف تتصرف. انقضت الليلة بعد أن أعادت صديقتيها كل الى ملجأه و عادت هي إلى منزلها و ما زال عقلها تتلاعب به حيارى الأمور أرغمت نفسها على النوم لكن هيهات و ما امتد الوسن لعينيها كادت تمج عينيها من شدة بروزهما و لكن و بعد معاناه ساعدتها بعد الحبوب على الاستغراق في النوم لتستيقظ و قد تناست كل شئ. و صادفت أول ما صادفت وجه أمها بندائها المعتاد " لقد أذن العصر حتى متى ستظلين نائمة ؟؟" فهبت من مضجعها و اتجهت لوالدتها لتأخذ النوبة المعتادة " حتى متى ستظلين عانساً لماذا لا تهتمي بنفسك لماذا لا تريدين البعد عن صديقتيك و العودة لما كنت عليه ؟؟ حتى متى ستظلين مؤرقة جوانبي ؟؟ " و هي ما زالت تضع في عقلها الأخرق أنها تستطيع تغيير مسار صديقتيها. قامت لتستحم و تبدأ دورتها اليومية المعتادة و بينما هي في طريقها لصديقتيها قابلت صديق قديم كان يحكى أن بينهم سيكون الارتباط و لكن فجأة بعد هو و لم يقترب قابلته و دار حوار صغير كيف الأحوال و أين أنت الآن و هل تزوجت ؟؟ كان جوابه أنه لديه طفلين و هي بكل انكسار لم يعرف أحدقيمتها بعد. ثم جاء السؤال " الى أين طريقك ؟؟ " فقالت " إلى صديقتي فلانة و فلانة " فهم الحزن و العبوس على وجهه و قال بصوت خافت " الهذا الحين تعرفيهن ؟؟ " فبدت الدهشة على وجهها " نعم " فاندفع فيها قائلاً " أتعلمين ما يذكر الناس عنك يقول انك ملازمتهن و على طبعهن ترتادين مناطق لا يصح لشريف ارتيادها و " فقاطعته " ماذا تقصد إني شريفة رغم أنف الجميع أنا لا أفعل ما يفعلن فقط أحاول اصلاح حالهن " قاطعها "لمتى ستظلين تهتمين لأمور الغير و تنسين نفسك لمتى ستحاولين اصلاح الناس و تضرين بسمعتك ؟؟ " قالت " لا أهتم لكلامك ألم تتركني بعد ما كان بيننا من وعود؟؟ " فرد منكسرا " نعم و كم يؤلمني تركك لكن ماذا أفعل إذا ما كنت لاتريدين ألا تكوني فحوى لهو المتسامرين ؟؟ ماذا أفعل ؟؟" فهمت و همت بالانصراف فجاءها صوته " لا فائدة , للأسف لا فائدة " و هم بالانصراف حزينا و هي تسارع من خطواتها و الدموع تتساقط من عينيها و تكاد تغشى الطريق و أخذت الأفكار تدور ببالها هل هي على نهجهن ؟؟ هل هي حقا مثلهن ؟؟ هل يراها الناس كما ترى صديقتيها تحتاج الاصلاح ؟؟ كاد عقلها يتفجر فتوقفت أما بيت أحد صديقتيها تريد الطرق عليه لتبدا يومها معهن و تريد الانصراف و لا تدري أي القرارين تتخذ قررت الانصراف عادت لمنزلها قابلت أمها و رأت الاشراقة على وجه أمها لأول مرة اتصل بها صديقتيها لكن اعتذرت بعلة العلة. نامت لاول مرة و هي مرتاحة استيقظت مبكراً و أمها فرحة مسرورة بها لتغيرها المفاجئ لكن لاحظت أمها الحزن و الهم البادي عليها الواضح. فاحتضنتها في رفق فاذا بالدموع تنهمر على وجهيهما الاثنتين و اكتفت النظرات لايصال المعنى و ساعدتها الكلمات عما بظنه الناس عنها واستها أمها بأن الناس كثيرا ما يتحدثون و لكنها كانت تعلم انه لن يعود الأمر كما كان لقد عادت لرشدها هذا اليوم عادت للطريق الصحيح كانت تعلم أن الله يتوب و يسامح و لكن ما لا تعلم أن الناس بشر لا يغفرون ينسون بسهولة كل شئ الا ما تمطه الأحاديث و ما يبلوره اللهو لقد عادت و لكن عادت بعد فوات الأوان بعد أن انتهى كل شئ و سرقها قطار العمر . إن كنت ترتبط بصديق سوء و تعلم نفسك لست متبعه فاعلم أن الناس لن يفرقون بينكما و إن كنت تفعل شئ ظاهره للناس باطل فاعلم انك ستصبح فحوى سمرهم و أحاديثهم لانهم لايعملون ما تسر به فاعقل الأمور أولا و اعلم أن الناس لا يكفون عن التندر فحاول الاتكون شريكا لهم في التندر على نفسك و اعلم ان لكل أمر حين جيد للتراجع اذا ما ماطلته خسرت