أحسست بنفسي تائهة في هذه
الدنيا الواسعة ، بحاجتي إلي أن استنشق هواء الليل العليل خرجت ووجدت الليل
يرخي سدوله علي الكون الواسع الفسيح ، كان حالك السواد كأنه قطعة سوداء
لفت العالم ، نظرت إلي السماء لا يوجد قمر ولا بدر ، لكن نجوم ازدادت
تلألؤاً في هذه الظلمة الحالكة فأصبحت كأنها لآلي تزين رداء الليل فأزداد
بهاء وجمالا ، رغم السواد والخوف الذي يلف نفسي ، أحسست بفمي يردد بصوت
حزين خال من التعبير : أيها الليل خذني إلي أحضان سوادك ولفني بردائك
الحالك لا اشعر بأنني موجودة رغم ضياع نفسي وتيهها في هذا العالم .أحسست
بقلبي يرتجف وأعماقي تهتز ، إحساس زاد في خوفي وارتجاف مشاعري .أيها الليل
خذني إلي أحضانك كي المس المجهول فيك ، لفني بين ذراعيك لكي اشعر با لأمان
بين حناياها ، ولكي ابكي علي نبضات قلبك التي لا يشعر ولا يحس بها إلا
تائهة مثلي .دعني ابحث عن المجهول فيك ، ابحث عن ذاتي ، عن نفسي ،عني أنا ،
من أنا ؟ ما أنا سوي تائهة تبحث عن مرفأ لترسي فيه سفينة اليأس التي
تتملكها ..تحملها و تأخذها إلي المجهول .أيها الليل أنا أنت و أنت أنا حلك
في سوادك وان أعماقي اشد سواد من سوادك ، أنت مرآتي مرآة ذاتي ، لكي انظر
إلي أعماق نفسي لكي أقرا ما بداخلها .أيها الليل من أنا ؟ وماذا أريد ؟ في
عالم ملئ بالأحلام بالأماني .ولكننا لا نستطيع تحقيقها .أيها الليل افتح لي
صدرك كي أبثك همومي ولكي أحملك أحزاني التي تثقل كاهلي ، لا أريد حلول
ولكنني أريد شط أمان لكي أرسو عليه . كن أنت أيها الليل ودعني ارتاح كي
أستطيعأن أضع راسي علي وسادتي وأنام .