(1) (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) أما علمت وأما رأيت ماذا فعل الله بأبرهة الأشرم صاحب الفيل يوم أتى من اليمن.
كانت غزوة الفيل في السنة ذاتها التي ولد فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، فأهلك الله الفيل وصاحبه وأهلك الجيش.
أنت يا محمد ما رأيت بطش الله وقوة الله وماذا فعل بأصحاب الفيل. ولم يسمّهم بأسمائهم وإنما جعلهم أصحاب الفيل إهانة لهم.
فهو سيدهم وهم أصحابه، هو قائدهم وهم أتباعه. وأبرهة الأشرم كان حبشياً احتل اليمن وبقي فيها سنوات عديدة وبنى كعبة غير الكعبة في مكة.
فأتى أحد العرب فلوّث كعبة أبرهة. فأقسم أبرهة ليهدّمنّ الكعبة. وتحرك بجيشه، ولما وصل إلى الطائف زاحت الطوائف عن وجهه
وقالوا ما نستطيع فإنه جيش عرمرم ومعه فيل. وأتى عبد المطلب، جد الرسول، وطلب من قريش أن ترتفع في الجبال فصعدت إلى الجبال بأطفالها ونسائها.
وكان لعبد المطلب مائة ناقة فأخذها جيش أبرهة، فأتى ودخل على السرادق واستأذن ليكلم الملك. وإذا عليه الهالة جد الرسول طويل صبيح مليح فصيح.
فقالوا لأبرهة هذا شيخ مكة أتى يكلمك، فظن أنه أتى ليشفع في الكعبة ويترجاه. فلما رأى أبرهة عبد المطلب وعليه هالة السيادة والريادة استحيا وأجلسه معه على السرير.
قال: ماذا تريد؟ قال: لي مائة ناقة عندكم كانت ترعى في المغمّس فأخذها جندكم. ردُّوا إبلي. قال: كنت أظنك تشفع في الكعبة.
فقال عبدالمطلب: هذا الإبل أنا ربه وللبيت رب يحميه. فأخذ الإبل وصعد بها إلى الجبل. ورجع عبدالمطلب إلى الكعبة
وأخذ حلق البيت قال: اللهم إن المرء يمنع رحلة فامنع رحالك. لا يغلبن صليبهم مُحالهم أبداً مُحالك. ثم ارتفع في الجبال.
وفي الصباح، جهز أبرهة الجيش ليهدم الكعبة. فأرسل الله الواحد القهار طيراً كل طير يحمل ثلاثة أحجار كل حجر عليه اسم الجندي الذي سيضربه.
وغطت السماء عليهم وأتت الطيور تقذفهم بالحجارة فتضربه من رأسه وتخرج أسفله. ويلقون في الأرض سراعاً سراعاً بدداً بدداً.
وكان الفيل قبل ذلك إذا وجهوه إلى الكعبة جلس وإذا وجهوه إلى غيرها مشى. وقال الرسول يوم حبست ناقته: حبسها حابس الفيل.
يقول أحد العلماء: سبحان الله، يستحي الفيل من بيت ملك الملوك والناقة تستحي وأنت لا تستحي. وبقي من الجند أبرهة وغلام وأصابه الجرب وأخذ يحك جسمه حتى تساقط جلده.
(2)(ألم يجعل كيدهم في تضليل)
أما ضيع سعيهم. أما قتلهم. أما بدّدهم. أما دمرهم. والآن شهدت قريش بتلك الواقعة وشهدوا عام الفيل وأرّخوا بعام الفيل.
(3)(وأرسل عليهم طيراً أبابيل)
قيل: الطير من البحر الأحمر. وقيل طير مثل الجراد له مناقر يحمل في رجله حجر كالحمصة مكتوب عليه اسم الرجل الذي ترميه به.
(4)(ترميهم بحجارة من سجيل)
من طين منضود محمي شديد كالحجارة
(5)(فجعلهم كعصفِ مأكول)
مثل الزرع إذا أكلته الدواب ثم مزقته ثم مشت عليه. ذاك اليوم جلست الطيور عليهم حتى مزقت الجيش كله. وأصبح لحمهم طعام للطيور الجارحة. فمن الذي يقاوم قوة الله؟!
قيل: ما أخطأ لها رمية.
الرئيسية 
الموقع
