[b]
خطوات كتابة المقال الصحفي
1- دائما.. سجل الأفكار، حين تلمع في ذهنك.
الكتابة إجمالا عملية ذهنية صعبة نوعا ما، لأن الأفكار لا تأتي بطريقة آلية. الفكرة التي تقدح في الذهن فجأة، يمكن أن تكون هي أهم وأجمل ما في المقال. ولأن مثل هذه الأفكار، تأتي أحيانا في أوقات وأماكن، غير التي خصصناها للكتابة، فإنه من المهم أن نسجل الفكرة لحظة (ولادتها). الفكرة التي تولد هكذا، لا يمكن تعويضها. تضيع .. إن لم نسجلها لحظة انقداحها في أذهاننا.
2- نظم أفكارك على ورقة خارجية، قبل البدء بالكتابة.
تنظيم الأفكار لكاتب المقال، يشبه وضع خريطة، أو مخطط، لقائد المركبة. فهو يقودها، ويسير فيها.. على هدي من تلك الخريطة. يساعد تنظيم الأفكار على تحديد الأولويات لدى الكاتب، ورسم الخطوات التي يتبعها.. حتى يكتمل مقاله. لذلك.. من المهم جداً أن يضع الكاتب هيكلا تنظيميا لمقاله، أو ما يسمى (رؤوس أقلام) Guide Lines. في هذا الهيكل، يحدد العنوان، أو عددا من العناوين، التي سوف يختار أحدها للمقال، يقسم بعدها الهيكل المقترح للمقال، إلى أجزائه الرئيسة، فيضع لكل جزء الأفكار المناسبة له. فمثلاً: تحت الجزء الخاص بمقدمة المقال، يكتب الفكرة التي سيستهل بها المقال. بعدها ينتقل إلى صلب المقال، ويضع مجموعة الأفكار التي سيبني عليها مقاله. وهكذا .. حتى يصل إلى الخاتمة ونهاية المقال.
3- جهز مصادرك ومراجعك.
قبل الشروع في الكتابة، لابد من أن يستحضر الكاتب المعلومات التي لديه عن الموضوع، ويحضر المراجع والمصادر التي سوف يستشهد بها.. ليستطيع العودة إليها، عند مناقشته لأي قضية. اعتماد الكاتب على مصادر معروفة، يعزز من صدقيته، ويرفع من ثقة القراء به. لذلك من المهم أن يكون لدى الكاتب (قاعدة بيانات) Data Base، في المواضيع التي اعتاد أن يكتب عنها، لتسهل له العودة إليها، عندما يحتاجها لكتابة مقال معين. من المهم كذلك، أن يشير للمصادر التي أستقى منها معلوماته.
4- قسم الموضوع، واهتم بعلامات الترقيم.
مثلما أن الكتابة عملية مرهقة، كذلك القراءة. لا يكفي أن يكون الموضوع مهما وجذابا، ليضمن الكاتب قراءة مقاله. المحتوى الجيد في (قالب) سيء، يضعف كثيرا من جاذبيته، ويقلل من الإقبال عليه.. ويسيء إلى جودته. الطريقة التي يكتب بها الكاتب المقال، هي القالب الذي يقدمه به للقارئ. بعض المقالات تكتب بشكل يبدو فيه المقال، وكأنه قطعة واحدة. فلا تجد فراغا بين الأسطر، أو مساحة بين أجزاء المقال. النظرة الأولى للقارئ، تجعله ينفر من مقال مزدحم.
بعض كتاب المقالات، لا يقيمون اعتبارا لعلامات الترقيم. فلا ترى فاصلة ولا علامة استفهام أو تعجب، ويندر أن ترى نقطة. فترى الجمل متداخلة، ويبدو المقالأ ت شبه بجدول ماء متدفق.. يبدأ ولا يدري القارئ متى ينتهي.
لذلك يجب أن يقسم الكاتب مقاله إلى فقرات. كل فقرة تقوم على فكرة معينة، ويفصل بينها وبين الفقرة التي تليها مساحة أو فراغ.. وهكذا، إلى نهاية المقال، ليتشكل من مجموع الفقرات كامل المقال. علامات الترقيم جزء لا يتجزأ من الكتابة السليمة بشكل عام، ومن كتابة المقال على وجه الخصوص. المقال الذي تتداخل جمله، بسبب غياب علامات الترقيم. فلا توجد نقطة أو فاصلة، تفصل الجملة عن التي تليها، يربك القارئ، ويضعف تركيزه.. ولا يستطيع أن يفهم قصد الكاتب. فهو في كل مرة يتوقف ويرجع إلى الجمل السابقة، ليستنتج ماذا يريد الكاتب، وغالبا ما ينفد صبره، وينصرف عن المقال.
5- اعرف قرّاءك .. واكتب ما يفهمون.
المقال قد يكون عاماً، أو متخصصاً. إذا كان الكاتب اختار أن يتوجه لعموم القراء، فعليه أن يدرك أن القراء، ليسوا بمستوى واحد من الفهم. بل هم متفاوتون في مستوياتهم العلمية، والاجتماعية، والاقتصادية. هذا الواقع يتطلب منه اختيار لغة خطاب يفهمها الجميع، وأن يتناول موضوعا يهم كل شرائح القراء. فالقارئ الذي حطمته البطالة، لا يعنيه أن مواعيد التزلج على الجليد، محددة في (دافوس). كما أن القارئ المحدود التعليم، أو غير المتخصص، لن يفهم ما معنى كلمة (انثروبولوجي).. إذا ما دسها الكاتب في مقاله. كما انه لن يدرك ما هو المقصود بمقياس (داو جونز)، أو (الكساد الكبير) في الثلاثينات، من القرن العشرين.
6- راجع مقالتك قبل النشر.
أكثر الأخطاء التي يقع فيها كاتب المقال ، هو أن لا يجعل له مسوّدة، ويكون المقال الذي ينشر.. هو نفس النسخة الأولى التي يكتبها. من المهم جداً أن يراجع الكاتب مقاله مرة أو مرتان، قبل أن يقدمه للنشر. سوف يكتشف حينما يعيد قراءته، أنه قد اخطأ في تعبير ما، أو نسي معلومة معينة.. أو وجد أن الصياغة في بعض أجزائه ركيكة، أو غير مناسبة. لذلك.. يجب على الكاتب أن يعد مقاله للنشر، قبل يومين على الأقل، من موعد نشره. لأن الكتابة تحت ضغط الوقت، هي غالبا (أسوأ) أنواع الكتابة.. من حيث عمق المعالجة، وأكثرها أخطاء.